هل سمعت من قبل عن البحر الأحمر؟ هل تعرف أين يقع؟ ما هي الدول التي يتم تجاهلها؟ هل فعلا البحر الأحمر يحتوي على أكبر مصدر للتلوث في الشرق الأوسط؟! تابعونا في هذا المقال لتتعرفوا أكثر على البحر الأحمر والتلوث البيئي.

عناصر المقالة

لمحة تمهيدية عن البحر الأحمر

وهي منطقة بحرية تعتبر مع الخليج العربي نقطة وصول إلى مياه المحيط الهندي الذي يقع بين آسيا وأفريقيا. لكن البحر الأحمر جنوباً يرتبط بالمحيط الهندي عبر مضيق باب المندب وخليج عدن. ويحدها من الشمال شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة والسويس. ومن ناحية أخرى، يصنف البحر الأحمر ضمن 200 محمية طبيعية اختارها الصندوق العالمي للحياة البرية. تبلغ مساحتها 438 ألف كيلومتر مربع، وتمتد بطول 2250 كيلومترًا وعرض 335 كيلومترًا. ويبلغ أقصى عمق للبحر الأحمر 2211 مترًا، بينما يبلغ متوسط ​​العمق 490 مترًا.
في الختام، الحجم هو 251 ألف كيلومتر مكعب.

البحر الأحمر والتلوث البيئي

وقد أثبتت الدراسات التي أجرتها العديد من الوكالات الدولية أن البحر الأحمر يطلق كميات كبيرة من الغازات الملوثة للبيئة. وحجم هذه الانبعاثات أكبر من حجم التلوث الذي تسببه سنويا النفايات البشرية في البحر. بمعنى آخر، يمكن القول إن التلوث البيئي الناجم عن الغازات المنبعثة من البحر الأحمر يفوق الأضرار التي تسببها مخلفات النفط والغاز التي يتم إلقاؤها في البحر الأحمر كل عام. والسبب في خطورة هذه الانبعاثات هو أنها تحتوي على كميات كبيرة من الهيدروكربونات غير الميثان. على سبيل المثال غاز الإيثان والبروبان، حيث تعتبر هذه الغازات خطيرة جداً على صحة الإنسان. وهذا يعني أن أكبر احتياطي طبيعي للهيدروكربونات غير الميثان يقع في أعماق البحر الأحمر.

وفي السياق نفسه، قام مجموعة من العلماء الألمان في عام 2017 بجمع قياسات لتقييم مستوى انبعاثات الغازات الملوثة في البحر الأحمر. وخلصوا إلى أن هذه القياسات أكبر بكثير من تقديرات النموذج الجوي الذي يقيس نسبة الانبعاثات المنبعثة في الهواء. ولذلك يعد البحر الأحمر من أكبر وأخطر مصادر التلوث في الشرق الأوسط!

هل يهدد التلوث البشري بتحويل البحر الأحمر إلى بحر ميت؟

ويحذر علماء البيئة من تراجع جميع أنواع الحياة البحرية في البحر الأحمر وعلى الأسطح القريبة من الشاطئ بنسبة تصل إلى 70 بالمئة. ويعود ذلك إلى عدة أنواع من الملوثات البشرية، أبرزها مياه الصرف الصحي. بالإضافة إلى المخلفات السامة والملوثة من المصانع.
وبناء على دراسة أجريت في جامعة الملك عبد العزيز، فإن المخزون السمكي تأثر بشدة بهذه الملوثات، وخاصة الأنواع التي تعتمد على النباتات البحرية والطحالب في غذائها. المواد الكيميائية الناتجة عن مخلفات المصانع، مثل الرصاص والزئبق، تسبب العديد من الأمراض الخطيرة، بما في ذلك السرطان. وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فمن المرجح أن يتحول البحر الأحمر إلى بحر ميت خالي من الحياة النباتية والحيوانية.

ما الذي يميز البحر عن المحيط؟

تتميز المحيطات الخمسة في العالم (الهندي والمحيط الهادئ والمحيط الأطلسي والقطب الجنوبي والقطب الشمالي) بحجمها الكبير والواسع، وبالتالي تشكل الجزء الأكبر من الغلاف المائي للأرض. أما المسطحات المائية المالحة والتي يحيط بها جزء بسيط من اليابسة (مثل البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط) فتصنف ضمن البحار.
لكن من وجهة نظر جيولوجية، فإن المسألة ليست بهذه البساطة: فالمحيطات، بحسب الجيولوجيين، هي أماكن تحتوي على قشرة محيطية مكونة من البازلت، والتي تتشكل نتيجة انفجار الصهارة الموجودة في باطن الأرض. وتتم عملية الاندساس من خلال الشقوق الموجودة في قاع المسطح المائي (أي المحيط)، أثناء انفصال القارات عن بعضها البعض. وحالياً تتفكك شبه الجزيرة العربية وأفريقيا، وتسمى هذه العملية “بالتصدع القاري”. وينتج عن هذه الفجوة التوسع السنوي للبحر الأحمر بنحو سنتيمتر واحد!

حقائق عن البحر الأحمر

البحر الأحمر عبارة عن منطقة مياه مالحة تفصل بين قارتين: أفريقيا وآسيا. وقد عرف منذ القدم بأنه ممر يربط بين دول الشرق ودول الغرب، وحلقه وصل بين الهند والدول العربية. تختلف الأساطير حول البحر الأحمر، لكن إليك بعض الحقائق المؤكدة عنه:

  • كان البحر الأحمر منطقة عبور استراتيجية مهمة جدًا في العصر الروماني، وقد أطلق عليه اليونانيون اسم “Sinus Arabus”، أي “التجويف”. ويعود سبب تسميتها عند اليونانيين إلى قربها من شبه الجزيرة العربية.
  • ويأخذ البحر الأحمر اسمه الحالي من ألوان سلاسل الجبال الحمراء على الساحل الغربي، أو من ألوان الشعاب المرجانية في الأعماق. وعندما تنعكس أشعة الشمس عليه يظهر البحر باللون الأحمر للناظر. .
  • يعتقد العلماء أنه يوجد في قاع البحر الأحمر سبعة عشر موقعًا لحطام السفن التي غرقت عبر التاريخ. ومن المرجح أن يصل عدد هذه السفن إلى 50 سفينة منتشرة في هذه المواقع.

لقد لعب تطور البشرية على مر القرون دورًا مهمًا في استثمار وتطوير الموارد الطبيعية والموارد الجوفية والحيوانية. ومع مرور الوقت، ظهرت الآثار السلبية للحضارة. إن التنمية سلاح ذو حدين، فهي تساهم في تدمير وتلويث البيئة البرية والبحرية.