لا نريد الشريك المثالي لأنه لا أحد يبحث عن الكمال وهذا ينتقص من الكمال. بل نريد أبسط شيء، وهو أن العلاقة الزوجية تحتاج إلى أن تتوج بالنجاح. فإذا لم تتوفر هذه الأركان الأساسية فالانفصال هو الحل الأصح. ويبدو أنه لا مجال لليقين بوجود أسباب محددة تجعل الطلاق هو الحل الأصح. والحل الأمثل لذلك يعتمد على قضايا أخرى، ولعل أهمها مدى قدرة الزوجين على فهم بعضهما البعض.


متى يكون الطلاق هو الحل؟


القرار الشخصي لا يمكن أن يكون له أسباب حتمية، بل نسبية تختلف باختلاف الحالات. وهذا لا يغير من حقيقة أن هناك بعض الأسباب الأكثر شيوعًا التي تكون سببًا للطلاق في كثير من الحالات.

ومع ذلك، لما للطلاق من عواقب كبيرة، فإنه يجب أن يتم دراسته بعناية وعناية، ويجب أن يكون قراراً ثنائياً حتى لا يترتب عليه ظلم وغبن للطرف الآخر.

القرار الأصعب بالنسبة للزوجين هو قرار الانفصال. على الرغم من أنه قد يكون هناك الكثير من الأسباب لاتخاذ هذا القرار، إلا أن هناك قضايا تحتاج إلى النظر فيها على مدى فترة زمنية أطول، مثل الأسرة، ووجود الأطفال، وما إلى ذلك. فإن حاجة الانفصال بحد ذاتها قد لا يدركها كل منهما، مما يزيد من صعوبة الطرف الذي يراه حلاً لمعاناته.

نحن هنا لا نتحدث عن الأسباب الواهية التي نسمعها دائماً من الأزواج الهمجيين… الذين يعتبرون الطلاق مزحة ولا يملكون سوى القليل من التفكير والحكمة قبل اتخاذ القرار. نحن لا نهتم إلا بمن لديه الدوافع الكافية. والأسباب التي تجعل الطلاق ضرورة لا مفر منها ويجب رفضها.

متى يكون الطلاق هو الحل؟  على ماذا يرتكز هذا القرار؟

فالمسألة موافقة لقاعدة خير الشرين. وإذا اعتبرنا الطلاق شرا، فإن وراءه أسبابا أكثر ضررا. وبالمثل، في العلاقة التي يكون فيها الطلاق هو الحل بالطبع، يكون الطرفان قد استنفدا جميع الموارد. من شأنها أن تصلح العلاقة، ويبقى التفاهم والمودة بينهما عابراً… ومن أشهر الأسباب التي تجعل الانفصال حلاً ما يلي:


عدم الرغبة في المثابرة


عادة هناك أسباب تجعل أحد طرفي العلاقة على الأقل يتشبث بالآخر: هناك الحب الخفي والتعلق الخفي وغيرها من الأسباب التي تجعل النار باردة ومسالمّة وتعيد العلاقة الزوجية إلى حالتها الصحية السابقة على أية حال. كلما كانت الاختلافات أكبر.

ومع ذلك، في العلاقة التي يدرك فيها أحد الطرفين أو كليهما أن غياب شريكه لا يحدث فرقًا، سيكون الطلاق هو الحل حتماً. عادة، هذه العلاقات لا تقوم على الحب بالدرجة الأولى، بل على اهتمامات محددة. وبمجرد انتهائهم تنتهي العلاقة معهم.

لا تفوت أيضًا: هل يراقب الرجل صديقته بعد الانفصال؟


فقدان الثقة


متى يكون الطلاق هو الحل؟  على ماذا يرتكز هذا القرار؟متى يكون الطلاق هو الحل؟  على ماذا يرتكز هذا القرار؟

ولا يجب أن يكون نتيجة خيانة من أي من الطرفين. قد لا تثق بشريكك لأنه لم يفعل شيئًا يجعله يستحق هذه الثقة. عادة يتخلى عنك ولا يمثل لك مكاناً يستحق الطمأنينة والسلام، أي أن كلا الطرفين تربطهما علاقة غارقة في الشك ويسيطر عليها عدم اليقين.

وهنا الطلاق هو الحل، وإذا كان فقدان الثقة بسبب تجربة الخيانة المريرة، فإن الطلاق هو الأرجح.

وذلك لأن من المبادئ الأساسية لنجاح أي علاقة زوجية أن يكون هناك ركائز تمنعها من الانهيار: الحب والاحترام المتبادل والأمن والثقة… هذه الركائز الأربع التي إذا انكسرت إحداها سيفعلها الآخرون أيضاً. يتم هدمها، ومن ثم ينهار المبنى بأكمله.


ليس هناك مجال للتفاهم بعد


التفاهم هو حجر الزاوية في أي علاقة، وليس العلاقات الزوجية فقط. وهو ما يعيد العلاقات إلى جذورها الحقيقية بعد أن وجدت نفسها عند نقطة تحول في الطريق. التفاهم أكثر قيمة من الحب ومن المرجح أن يستمر.

يعني أن هناك نقطة يمكن أن نصل إليها مهما ابتعد شخص ما عنا. ويخلق الطمأنينة في داخلنا بأن هناك مجالاً للحوار والكلام وحل الخلافات مهما بلغت حدتها.

وماذا عن عدم الفهم؟ وطبعا الطلاق سيكون هو الحل. كيف يمكنك أن تتخيل علاقة زوجية يكون فيها الطرفان منفصلين إلى الأبد؟ فلا يتفقان إلا على الاختلاف، فلا مجال للنقاش بينهما. بمجرد أن تبدأ المحادثة، يكون القدر هو الصراع والصراع.

من المستحيل تخيل ما ستؤدي إليه مثل هذه العلاقة. عندما نتعامل مع أهون الشرين، فمن الممكن إنهاء الأمر قبل أن نضيع حياتنا في علاقة سامة.

لا تفوت: كيف أعرف إذا كان الطلاق هو الأفضل بالنسبة لي؟ ما هي أسباب الطلاق؟


استمر فقط من أجل الأطفال


كثيرا ما نسمع عن زيجات لا تدوم إلا بوجود الأطفال، لأنه يصعب على الزوجين فصل أطفالهما عن الأسرة، خاصة إذا كان ارتباطهما بالأطفال قويا ولا يستطيع أي منهما تحمل تكاليف إنجابهم. رفع وحده. وهذا هو القرار الصحيح ولا شك فيه.

ولكننا نشير إلى أن تربية الأطفال معًا تتطلب نوعًا من الانسجام والمودة التي تكون ملحوظة أمام أعين الأطفال، فكيف يمكن أن يشعروا بالدفء الأسري في أجواء صاخبة؟ فكيف يمكن للأهل أن يمنحوا الحب لأبنائهم في ظل غيابه بينهم، فالإنسان الذي يفتقر إلى شيء لا يستطيع أن يعطيه.

لذلك، إذا شعر الزوجان أن علاقتهما معاً تعتمد على أبنائهما وأنهما أصبحا السند الوحيد، فعليهما التفكير في قرار الفراق حتى لا يترتب على الخلاف بينهما خلافات مستقبلية يكون الأبناء طبيعيين، ربما أكثر. مما سيكون عليه الحال في حالة طلاق الوالدين.


غياب الزوج لفترة طويلة


متى يكون الطلاق هو الحل؟  على ماذا يرتكز هذا القرار؟متى يكون الطلاق هو الحل؟  على ماذا يرتكز هذا القرار؟

وفي بيان الأسباب التي يكون الطلاق هو الحل فيها، لا ننسى أن غياب الزوج عن زوجته سيؤثر عليها سلباً إلى حد لا يطاق، لدرجة أن الطلاق هو الحل الأمثل لها للحفاظ على عفتها وكرامتها. والحياة على وشك الضياع.

فإذا كان الأمر قد تم الاتفاق بينهما قبل الزواج، فبالنظر إلى طبيعة عمل الزوج ونحوه، فهي حرة في أن تفعل ما تريد.

ورغم أنها لا تدرك عواقب غيابه، إلا أنه لا أحد يستطيع تحميلها مسؤولية قرارها تجاهه. وإذا كان الزوج مجبراً على ذلك وليس في يده شيء فالأفضل لها أن تنتظر حتى أما إذا كانت هناك عوامل تجعل قرار الرجل غير متوازن وغيابه الطويل غير مبرر فقد ترك زوجته. وحدها دون عذره، فيحق لها طلب الطلاق حتى لا تسقط. فريسة للشيطان ووسوساته.


عدم التسامح مع الحالة المزاجية السيئة للشريك


قبل الزواج، يُنصح عادةً كلا الطرفين بحسن اختيار الشريك. فالطبيعة البشرية مختلفة ولها حتما جانب سلبي في بعض السمات. ويجب على كل واحد منهم أن يفكر فيما إذا كان سيتمكن من تحمل تلك السمة والتأقلم معها والتكيف معها! أم أنها ستصبح مع مرور الوقت أكثر مما يستطيع تحمله، وهو ما يسبب خلافات حقيقية.

دعونا نعطي مثالا. إذا كان الرجل الذي ستواعدينه يتمتع بشخصية عملية أكثر منها عاطفية، ولديك تخيلات جامحة عن شريكك الوفي، فكيف يمكن الجمع بين طرفين متعارضين في العلاقة؟ نحن لا نسعى إلى التكامل المتماثل، لأن الاختلاف أمر صحي بطبيعتنا، ولكننا نسعى إلى درجة معينة من التوافق.

ولذلك، إذا لم يختار كل طرف الآخر بدرجة معينة من الوضوح والتفنيد، فإنه يكون عرضة لاكتشاف سوء شخصيته بعد الزواج، الأمر الذي يجد المجال ليتضح أكثر خلال فترة التعارف والخطوبة.

يمكن لبعض الأزواج التغلب على المشكلة ومحاولة التعويض، لكن البعض الآخر يعاني من خصائص معينة في شريكهم لا تتوافق معه بأي حال من الأحوال، لذلك فإن الطلاق هو الحل الأمثل.

ولا يفوتك أيضاً: ما هي الأسباب التي تستحق الطلاق؟


قلة الدعم وعدم القدرة على تحقيق الذات


أحياناً تختلف طموحات كل طرف عن طموحات الآخر، وهذا لا يعيق علاقتهما الزوجية الناجحة، ما دام كل طرف يدعم الآخر فيما يريد تحقيقه. إلا أن الأمر يصبح غير عادل حقاً عندما يعمل أحد الطرفين كحاجز بين الطرف الآخر وأهدافه.

هناك حالات كثيرة من هذا. ومن الممكن أن الزوج لا يريد إلا الدعم المعنوي من زوجته حتى ينجح فيما يرغب فيه، لكنه لا يواجه منه سوى الإحباط والطاقة السلبية التي تضعف عزيمته. وبخلاف الزوجة.. فإذا تصاعدت الأمور بينهما فالطلاق هو الحل.