المناطق المحمية أو المحميات الطبيعية هي منطقة جغرافية ذات مساحة محددة، يتم إنشاؤها للحفاظ على حياة الكائنات النادرة أو المهددة بالانقراض. وقد تحتوي أيضًا على آثار أثرية أو مواقع جيولوجية. قد يتم الإشراف على الاحتياطيات من قبل الوكالات الحكومية في بعض البلدان، أو إدارتها من قبل ملاك الأراضي من القطاع الخاص، على سبيل المثال الجمعيات الخيرية والمؤسسات البحثية. تمثل المناطق المحمية ما بين 10 إلى 15 بالمائة من سطح الأرض. ما هي أنواع الاحتياطيات حول العالم؟ متى بدأت الفكرة؟ وفي هذا المقال دعونا نتعرف معًا على مفهوم المحميات الطبيعية.

عناصر المقالة

تاريخ تكوين الاحتياطيات

إن فكرة إنشاء مناطق مسيجة لحماية أنواع معينة من الحيوانات أو النباتات ليست فكرة جديدة. منذ العصور القديمة، لجأ الناس إلى إنشاء حظائر صغيرة لحماية المحاصيل أو الحيوانات الأليفة التي يربونها. وربما كانت هذه الفكرة هي جوهر تكوين الاحتياطيات الهائلة التي نراها اليوم. وتعد المحمية التي أسسها الملك تيسا ملك سيلان، من أقدم المحميات الطبيعية التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد. في الآونة الأخيرة، تم إنشاء أول محمية طبيعية حديثة في العالم في عام 1821 من قبل عالم الطبيعة والمستكشف تشارلز واترتون حول ممتلكاته في قصر والتون هول في بريطانيا. وبعد ذلك، بدأت الاحتياطيات تتزايد حجماً وتنظيماً، حتى أصبحت محط اهتمام الدول والحكومات حول العالم.

أنواع ومفهوم المحميات الطبيعية حسب الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة

يعرف الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة مفهوم المحميات الطبيعية بأنها مساحات من الأرض تخضع لمستوى عال من الحماية والرعاية، ويكون غرضها الأساسي الحفاظ على الحياة البرية. ويتم تحديد أنواع هذه الاحتياطيات على النحو التالي:

  • محميات الآثار والآثار التاريخية.
  • محميات اللعبة الطبيعية.
  • تم إنشاء محميات المنتزهات الوطنية بهدف تشجيع السياحة البيئية.
  • المناطق المحمية التي تنتج الموارد الطبيعية، مثل الغابات.

فوائد بناء الاحتياطيات

توفر هذه المحميات العديد من الفوائد ليس فقط للأرض الموجودة بداخلها، ولكن أيضًا للصحة البيئية للأرض بأكملها، حيث أنها توفر:

  • حماية الغطاء النباتي، خاصة بعد التطور العمراني الذي تشهده جميع دول العالم وتوسع المدن وزحف التصحر. بمعنى آخر، يساهم في تعديل مستوى الغازات السامة في الغلاف الجوي والتقليل من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري.
  • المحافظة على الثروة الحيوانية والعمل على تنميتها.
  • توفير مناطق نقية ونظيفة مثل الحدائق للزوار الذين يرغبون في التخفيف من ضغوط الحياة في المدينة، وبالتالي توفير مورد مالي مهم.
  • يوفر بيئة مناسبة لطلاب الجامعات والدراسات العليا لإجراء أبحاثهم.
  • توفر فرص عمل للعديد من التخصصات.

الشروط اللازمة لتحويل المنطقة إلى محمية

إذا أردنا تقييم قطعة أرض ومعرفة ما إذا كان من الممكن تحويلها إلى محمية طبيعية، فسوف نعرض لكم أهم الشروط التي يجب توافرها لتحقيق ذلك. أيّ:

  • ويجب أن يكون لها نظام بيئي واضح وغني ومتنوع.
  • ومن الضروري وجود نوع يتميز بقيمته أو بندرته أو بأنواع معرضة للانقراض.
  • ويفضل أن تكون في مناطق فسيولوجية مميزة، على سبيل المثال إذا كنت غنياً بالينابيع، أو إذا كان هناك تيار مائي يتدفق من خلالها.
  • إذا كانت المنطقة مهددة بتآكل التربة أو عوامل أخرى، فيجب حمايتها بشكل صحيح.
  • ويفضل أن تكون مناسبة للسياحة البيئية مثل وجود البحيرات أو الشواطئ أو الغابات.
  • إذا كان يحتوي على مواقع مفيدة للبحث العلمي.
  • ويعد وجود المتاحف الأثرية أحد العوامل التي تدعم إنشاء المحمية الطبيعية.

أكبر الاحتياطيات في العالم

  • محمية كافانغو زامبيزي تعتبر هذه المحمية أكبر محمية في العالم، حيث تبلغ مساحتها أكثر من 519 ألف كيلومتر مربع، وتمتد عبر حدود خمس دول أفريقية هي: بوتسوانا، أنغولا، ناميبيا، زيمبابوي وزامبيا. تقع هذه المنطقة عند التقاء نهري تشوبي وزامبيزي.
  • ثاني أكبر محمية هي محمية غالاباغوس البحرية، والتي تمتد على مساحة 133 ألف كيلومتر مربع وتمثل جزر غالاباغوس والمياه المحيطة بها، وقد صنفت مؤخراً ضمن مواقع التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو. يمكن للزوار ممارسة رياضة الغوص والتفاعل مع الحيوانات البحرية التي تعيش تحت الماء، مثل: الحيتان، وأسماك قرش الحوت، وأسماك القرش المطرقة، والأسماك الشعاعية، وأشعة المانتا، وسمك أبو سيف، والسلاحف.
  • محمية ليمبوبو هي عبارة عن مجموعة من المتنزهات تمتد في جنوب أفريقيا وموزمبيق وزيمبابوي، وتقدر مساحتها بأكثر من 37 ألف كيلومتر مربع. وهي محمية ذات أهمية كبيرة لما تحتويه من آثار العصر الحجري والأدوات الحديدية التي تعتبر دليلا على وجود الحياة في تلك المنطقة منذ فترة طويلة.
  • محمية إير آند تينيري هي حديقة وطنية في دولة النيجر، تمثل النصف الشرقي من جبال إير والأجزاء الغربية من صحراء تينيري. تأسست عام 1991 وهي رابع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة.

وفي الختام، نأمل عزيزي القارئ أن تكون قد وضعت فكرة عامة واضحة عن مفهوم المحميات الطبيعية والتفاصيل المتعلقة بها.