يا أهل الشام الكرام، حان موعد موسم آخر يطل علينا بشغفه المعهود، حاملاً معه برد الشتاء وقصصه وحكاياته. لكن، شتاء هذا العام يأتي مختلفًا بطعمه، ممزوجًا بأملٍ يرنو لأمطارٍ غزيرة وتحديات قديمة يتربص بها السوريون بصلابة مألوفة.

شتاء صحراوي أم مطير؟ خبراء الأرصاد يتكلمون!

توقعات خبراء الأرصاد الجوية تشير إلى شتاء صحراوي إلى حدٍ ما، يعني درجات حرارة منخفضة إلى حد معتدل نسبياً، لكن الأمطار لن تغيب تماماً. بل يُتوقع هطول غزير متقطع يُوزع على كامل الموسم، ما يخفف وطأة الجفاف عن الأراضي ويبعث الأمل في نفوس المزارعين. أما عن تساقط الثلوج، فالأخبار تبدو مبشرةً أيضًا، خصوصاً في شهر يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، مع احتمال جيد لتغطية قمم الجبال الثلجية.

البشرى للمزارعين: موسم مطير قد يُعيد الروح للأرض

بالنسبة للمزارعين، أهم ما في هذا الشتاء هو الأمطار. وبعد سنواتٍ عصيبة من الجفاف، أي موسم مطير يُعد بشارة خير وتجديد للأمل. سلاسل الجبال السورية، من جبال اللاذقية إلى حلب والمرتفعات الجنوبية، قد تشهد نزولاً جيداً للثلوج، ما يُساهم في زيادة مخزون المياه الجوفية ويصب في النهاية في خيرات الأرض ووفرة المحاصيل.

تحديات شتوية مألوفة: البرد وقلة المحروقات تطل برأسها

لكن، لندع الأمور واضحة، سوريا ما زالت تواجه التحديات الشتوية المعتادة. انخفاض درجات الحرارة، مع قلة توفر وسائل التدفئة بسبب استمرار أزمة الوقود، يعني برداً قارساً على كثير من الأسر السورية. لذلك، تبرز الحاجة لمزيد من المساعدات الإنسانية لتأمين وسائل التدفئة والكهرباء للمحتاجين في مختلف المناطق.

فرص للتدفئة بالحب والسياحة الداخلية

لكن، البرد القارس ليس نهاية القصة. ففي سوريا، حيث يكبر الأمل بين الصقيع، يجد أهلها أشكالاً أخرى للتدفئة. دفء الروح بالتكاتف والتعاون، ودفء القلوب بالزيارات العائلية وحلقات السمر حول مواقد النار. كما تشكل السياحة الداخلية فرصة للتنزه واكتشاف الجمال المخبأ في ربوع سوريا الشتوية، من جبال اللاذقية المكسوة بالثلوج إلى وادي النصارى الساحر.

شتاء 2024: امتزاج البرد والأمل والتحدي

إذن، شتاء هذا العام يحمل في طياته مزيجاً من البرد والأمل والتحدي. أمطارٌ غزيرة قد تخفف وطأة الجفاف، لكن برداً قارساً يهدد كعادته. ومع ذلك، السوريون، أهل الصمود والأمل، مستعدون لاستقبال الموسم بروحهم المعهودة، بتصميم على تجاوز الصعاب وبقلب يدفئه الأمل والتعاون. فلتكن إذًا أيام الشتاء فرصةً للوقوف إلى جانب بعضنا البعض، لتكون دفءً لأخيكَ السوري في برد الشتاء وتحدياته.