
مصدر المقالة : : aawsat.com
تعد الإعاقات البصرية من بين الإعاقات الأكثر إعاقة جسديًا وعاطفيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، وتلعب دورًا حيويًا في تحديد نوعية حياة الفرد.
زيادة حالات ضعف البصر
تشير التقارير الصادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن ما يقرب من 12 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 40 عامًا فما فوق في الولايات المتحدة يعانون من ضعف الرؤية. منهم مليون شخص مكفوف، و3 ملايين شخص يعانون من ضعف البصر بعد التصحيح، و8 ملايين شخص يعانون من فقدان البصر بسبب خطأ انكساري غير مصحح.
ومن المتوقع أن تتضاعف هذه الأرقام بحلول عام 2050 بسبب تزايد أوبئة مرض السكري والأمراض المزمنة الأخرى والشيخوخة السريعة.
ويعاني نحو 6.8 بالمئة من الأطفال دون سن 18 عاما في الولايات المتحدة من أمراض العين والرؤية، ونحو 3 بالمئة منهم مصابون بالعمى أو ضعف البصر، الذي يعرف بأنه يواجه صعوبة في الرؤية حتى عند ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة.
“يوم الوجه العالمي”
وفي السنوات المقبلة، قد تؤدي شيخوخة السكان وارتفاع معدل انتشار الأمراض غير المعدية، مثل مرض السكري، إلى تفاقم مشاكل صحة العين. يمكن أن يحدث انخفاض الرؤية بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك مرض السكري والتراخوما، أو تلف العين، أو حالات مثل الخطأ الانكساري، أو إعتام عدسة العين، أو الجلوكوما، أو الضمور البقعي المرتبط بالعمر.
يتأثر الأشخاص من جميع الأعمار بفقدان البصر، ولكن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا هم الأكثر عرضة للإصابة. من المرجح أن تعاني النساء والمجتمعات الريفية والأقليات العرقية من ضعف البصر أكثر من المجموعات الأخرى، كما أن احتمال حصولهن على الرعاية أقل.
ولمنع هذه النتيجة، تواصل منظمة الصحة العالمية دعم حصول الجميع على خدمات رعاية العيون الجيدة والدعوة إلى الركائز الأربع لصحة العين مدى الحياة: الوقاية والحماية والحفظ وتحديد الأولويات.
وفقًا للوكالة الدولية للوقاية من العمى (IAPB)، تحدث حوالي 350.000 إصابة في العين في مكان العمل كل عام. ومن بين جميع حالات العمى، يمكن تجنب 90% منها أو علاجها إذا تم اكتشافها مبكراً. لذلك؛ يلعب الوعي دوراً حاسماً في الوقاية من أمراض العيون وإبطاء تطورها.
لذا؛ ويشكل اليوم العالمي للبصر 2023، الذي تم الاحتفال به الأسبوع الماضي، منصة لتسليط الضوء على الوعي بصحة العين، وزيادة المعرفة العامة بقيمتها وتدابيرها الوقائية، والدعوة إلى تحسين خدمات رعاية العيون وتعزيز تدابير الوقاية من العمى وضعف البصر. ويهدف هذا “اليوم” أيضًا إلى تشجيع التعاون بين المنظمات الدولية والحكومات الوطنية والمجتمعات المحلية للحد من العمى الذي يمكن تجنبه وتوفير رعاية العيون وتعزيز نظام صحة العيون. ويؤكد هذا “اليوم” على الحاجة إلى سياسات واستراتيجيات شاملة، ومعالجة العواقب الاجتماعية والاقتصادية لفقدان البصر، مما سيساعد على تحقيق أهداف القضاء على العمى الذي يمكن تجنبه وضمان حق جميع الأفراد في رؤية واضحة وصحة عيون ممتازة. من خلال لفت الانتباه إلى هذه المشاكل.
صحة العين في بيئة العمل
بمناسبة “اليوم العالمي لصحة البصر” د. بورخا سلفادور كولا، استشاري طب العيون في مستشفى باراكير للعيون في الإمارات العربية المتحدة، مع “صحتك” الذي يتمتع بخبرة تزيد عن 17 عاماً في علاج أمراض العيون. وأكد أن صحة العين ركيزة أساسية في حياتنا اليومية والعملية، وأن الاهتمام بصحة العين في مكان العمل أمر ضروري لسلامة العين، خاصة مع تزايد استخدام الأجهزة الإلكترونية، وأن الرؤية الجيدة ليست عاملاً فحسب في تحسين الأداء، ولكنه يساهم أيضًا في زيادة سلامة الموظفين وراحتهم. و التركيز على ما يلي:
– التوعية والتدريب حول أهمية صحة العين يعزز بيئة العمل الإيجابية.
– ورش العمل والدورات التدريبية لتعزيز الوعي وتحفيز السلوك الصحي.
– يجب على أصحاب الأعمال توفير مرافق وأدوات عالية الجودة، مثل نظارات السلامة والشاشات ذات التقنيات الحديثة للحد من الوهج.
– الالتزام المشترك بالعناية بالعيون يخلق بيئة عمل صحية وفعالة.
وفي نهاية المطاف، تعد صحة العين مسؤولية جماعية تقع على عاتق كل من أصحاب العمل والموظفين.
دكتور. وأضاف كولا أن صحة البصر جزء أساسي من معايير الصحة والسلامة داخل بيئة العمل لنجاح الأعمال وتحسين عمل المؤسسات. مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا، يقضي العديد من الأشخاص ساعات طويلة أمام الشاشة، مما يسبب مشاكل في الرؤية وإجهاد العين. ولذلك يجب اتباع الإجراءات التالية لدعم صحة العين:
– الإضاءة: يجب التركيز على توفير الإضاءة المناسبة لتقليل إرهاق العين والوجه.
– مكان العمل: يجب وضع الشاشة بحيث تكون في مستوى العين أو منخفضة قليلاً ضمن مساحة مناسبة لمكان العمل.
– فترات الراحة: من الضروري أخذ فترات راحة منتظمة لراحة العينين.
– التصحيح البصري: التحقق من صحة النظارات أو العدسات المستخدمة.
– معدات الحماية: يجب استخدام معدات الحماية المتخصصة في البيئات الخطرة.
– نمط حياة صحي: اتباع نظام غذائي متوازن والإقلاع عن العادات الضارة لأن ذلك يدعم صحة العين.
فحص الرؤية في مكان العمل
وقد اعتمد “اليوم العالمي للبصر” شعارًا يدعو إلى العناية بالعيون والحفاظ على صحتهم وسلامتهم: “أحب عيونك في العمل”. إعطاء الأولوية لصحة عيون الموظفين في كل مكان.
لا يمكن المبالغة في أهمية فحص الرؤية في مكان العمل. تشمل أهداف فحص الرؤية تحديد المشاكل البصرية عندما لا تزال قابلة للعلاج، وتوفير التثقيف، و (إذا لزم الأمر) إحالة المريض إلى أخصائي رعاية العيون لإجراء فحص شامل للعين.
تكمن أهمية هذا البحث في:
– أولاً، التأكد من أن الموظفين لديهم الرؤية الكافية للقيام بمسؤولياتهم بأمان وفعالية، مما يساعد في الحفاظ على بيئة عمل آمنة ومنتجة. يمكن منع الحوادث والأخطاء من خلال اكتشاف المشاكل البصرية في وقت مبكر.
– ثانياً، يعمل على تحسين رفاهية الموظفين؛ لأن مشاكل العين غير المعالجة يمكن أن تسبب عدم الراحة والتعب وتقليل الرضا الوظيفي. يمكن أن يساعد اكتشاف أمراض مثل الجلوكوما أو مشاكل العين المرتبطة بالسكري من خلال الفحص الروتيني في منع فقدان البصر الكارثي.
– ثالثًا وأخيرًا، يحفز الموظفين على إعطاء الأولوية لصحة عيونهم والحصول على العلاج الذي يحتاجونه، مما يؤدي إلى تحسين صحتهم العامة ونوعية حياتهم وجودة الإنتاجية.
تطبيق إلكتروني لاختبار الرؤية
أطلقت منظمة الصحة العالمية تطبيقًا إلكترونيًا يسمى “WHOeyes” وهو متاح لكل من أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة iOS وAndroid ومتوافق مع الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
التطبيق متاح بست لغات للأمم المتحدة: العربية والصينية والإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية. ودعت المنظمة كافة مستخدمي هذه الأجهزة حول العالم إلى تحميل هذا التطبيق مجاناً والاستفادة من التقنية في فحص حدة البصر في أقل من دقيقة وبطريقة سهلة للجميع.
وتدعو المنظمة إلى:
– يتعهد الجميع بإجراء اختبار الرؤية وإضافة أسمائهم إلى ملايين الآخرين الذين يفعلون الشيء نفسه.
– تلتزم كل جمعية أو منظمة وكل متخصص في طب العيون بتشجيع كافة أعضائها على إجراء فحص البصر.
– يتعهد كل صاحب عمل بإتاحة اختبارات الرؤية لجميع موظفيه.
– سيؤدي إجراء فحص العين إلى زيادة الوعي والطلب على خدمات العناية بالعيون.
وتأمل المنظمة أن تصل إلى 10 ملايين شخص لإجراء اختبار الرؤية بحلول “يوم البصر العالمي” القادم!
4 ركائز أساسية لصحة العين مدى الحياة: الوقاية والحماية والحفظ وتحديد الأولويات
أحب عينيك وتجنب العمى
تأسست الوكالة الدولية للوقاية من العمى (IAPB) في عام 1975، ولديها إرث فخور في قيادة الجهود الدولية للوقاية من العمى. IAPB هو الصوت العالمي لصناعة العناية بالعيون، وهو ملتزم بإنهاء فقدان البصر الذي يمكن الوقاية منه وتوفير إمكانية الوصول إلى خدمات رعاية العيون وإعادة التأهيل للجميع.
وتقدم وكالة (IAPB) 10 نصائح للعناية بالعيون وحمايتها والوقاية من العمى:
– اتبع قاعدة 20/20/20 لمنح عينيك فترات راحة من التحديق في الشاشة: إذا كنت تستخدم الشاشة، فانظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة، لتجنب إجهاد العين والصداع.
– قضاء بعض الوقت في الخارج: يجب أن يقضي الأطفال ساعتين على الأقل في الخارج كل يوم لراحة أعينهم. وهذا يساعد أيضًا عيونهم على التطور بطريقة صحية ويساعدهم على تجنب قصر النظر.
– ارتداء النظارات الشمسية في الهواء الطلق: تأكد من أن النظارات الشمسية الخاصة بك توفر الحماية من الأشعة فوق البنفسجية فئة A وB لمنع أشعة الشمس من إتلاف عينيك.
– ارتداء النظارات إذا كنت في حاجة إليها: يجب عليك ارتداء النظارات الخاصة بك حتى تتمكن من الرؤية بوضوح وتمنع عينيك من الاضطرار إلى العمل بجهد أكبر؛ مما قد يؤدي إلى إجهاد العين والصداع.
5- فحص مستحضرات التجميل لمنع التهابات العين: تحققي من تاريخ انتهاء مكياج العيون واستبدلي فرشاتك بانتظام لمنع تراكم البكتيريا التي يمكن أن تسبب التهابات العين.
– ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، والتي يمكن أن تؤثر على رؤيتك.
– اتباع نظام غذائي صحي: إن تناول نظام غذائي متوازن يضمن حصولك على الفيتامينات والمعادن اللازمة للحفاظ على صحة العيون.
– لا تدخن: يزيد التدخين من خطر الإصابة بأمراض العين الخطيرة وفقدان البصر الدائم.
– تحديد موعد لاختبار العين للكشف عن المشاكل قبل حدوثها: يمكن لاختبار العين الكشف عن حالة العين قبل أن تؤثر على رؤيتك، لذلك حتى لو كنت تعتقد أنه لا يوجد شيء خاطئ في عينيك، يجب عليك تحديد موعد بانتظام فحص العين للكشف عن المشاكل قبل ظهورها.
– إعطاء الأولوية لعينيك. ستحتاج إليها طوال حياتك: قم بتعيين تذكيرات في التقويم الخاص بك لإجراء فحوصات العين المنتظمة. يجب فحص عينيك بين عمر السنة والسنتين.
* مستشار طب المجتمع
مصدر المقالة : : aawsat.com